Friday, November 28, 2014

سيدة خمسينية تفضل الذهاب للإسكندرية بدلاً من الطبيب

بعدسة كاري ديشين

"لو كلمتي البحر هياخد هو السر .. أحسن ما تكلمي بشر"
قالتها تهاني حسنين .. سيدة في العقد الخامس من عمرها لكن روحها لاتزال في العقد الثاني ..فرغم الجو القارس البرودة، إلا أن البحر ينادي محبيه فيجيبوا بدورهم النداء، فليس غريبًا أن تجد عاشقين يتهامسان أمام مياهه .. لكنها كانت تجلس في هذا الجو المكفهر أمامه فقط لتحادثه، سيدة تسكنها روح طفلة .. تعشق الحياة والطبيعة ورغم أنها "قاهرية" وعملها وحياتها في القاهرة إلا أنها اشترت شقة في الإسكندرية لتكون إلى جواره (البحر) .. فترى أن الإسكندرية هدوء عكس مدينتها التي يغلب عليها العمل والمسؤولية وضغوط الحياة.

"أول مرة أشوف فيها جوزي كانت في إسكندرية .. ذكريات كتيرة بتربطني بيها..بحب البحر لكن أوقات كتيرة بشوفه جبار، بقعد أتخيل كل الدراما اللي بتحصل تحته شبه اللي إحنا عايشينه".. بابتسامة عريضة قالت كمن تذكرت شيئًا رائعًا يستحق المشاركة.

تحكي عن حياتها بشغف فتقول أنها كانت ولازالت تعمل كمحرر أول في مجمع اللغة العربية، فتصف كيف أصرت أن تكمل تعليمها قبل أن تتزوج لأنها ترى أن الزواج مسؤولية فإن لم تتعلم ما تريده قبله لن تتعلمه بعده، وأخذت تتذكر  كيف كانت تعطي دروس "خصوصية" لمدة 5 سنوات، ثم عن فرحتها بخبر تعيينها في المجمع سنة 1980، وعن عشقها لعملها حتى الآن رغم الضغط، لكن عندما تجد ضغط العمل ازداد، تأتي هنا إلى ملازها (الإسكندرية) وتحديدًا "البحر" .. "لما بتعب بدل ما اروح لدكتور يعالجني و اتحجز في مستشفى .. ليه مااجيش هنا إسكندرية أشم هوا نضيف واقعد قدام البحر .. واستمتع .. ووقتها الفرج هيجي من ربنا".

ووسط حديثها نظرت بترقب كمن تنتظر قدوم شخصًا ما، ثم ابتسمت لفتاة تحمل نفس ملامحها قادمة من بعيد ثم أخبرتنا أن ابنتها هي الأخرى ورثت حبها للبحر، لكنها تحب أكثر السير على "الكورنيش" .. لذا تركت ابنتها تستمتع بالسير .. لتستمتع هي بالحديث إلى البحر.

No comments:

Post a Comment