Friday, November 28, 2014

الطفل نمر .. يعيش دون أسرته في كورنيش سيدي بشر

النمر هذه المرة كان طفلاً في عمر الإحدي عشر ربيعاً، أضطرته ظروف الفقر والجوع لترك أسرته في قرية العوامية بمركز ساقلته بمحافظة سوهاج الصعيدية علي بعد 850 كيلومتر من كورنيش الاسكندرية، حيث كان الأخير ملجأه الأخير لتوفير جنيهات زهيدة يومياً يرسلها أول كل شهر لأبيه الفقير ليسانده في الأنفاق علي الأم وباقي أخوته الصغار.
الطفل "محمد س" لم يدخل المدرسة ولم يشتري لعبة، إذ كل مهامه التي عرفها منذ كان في عمر الثماني سنوات هي العمل في أحد مقاهي سيدي بشر منذ السابعة صباحاً حتي السابعة والنصف مساءاً بشكل متواصل، يقوم خلالها بحمل الشيشة وتنظيفها، كما عليه الإعتناء بكل ما يطلبه زبائن الحي الراقي وعلي بعد خطوات من منتجعات سياحية فارهة يوجد فيها أطفال أخري يمارسون مهنتهم الطبيعية "اللعب والتعلم".
لذا كان من الطبيعي أن يطلق العاملين والرواد علي محمد أسم النمر، والصغير لم يعد يبالي بتغيير إنتسابه للبشر كما تم إقتلاعه من قبل من طفولته وأمه وأخوته وعالمه الصغير، كان يجب أن يكون نمراً يستطيع العيش بمفرده في بلد آخر ووسط أعمار ونيران لا تعرف الرحمة، وعلي الرغم من كونه نمراً لطيف وناعم إلا أن الظروف التي تحيط بمستقبله قد تجعله غير ذلك.
ولكن محمد ليس بمفرده، هكذا كان يحدثني مرافقي أثناء مقابلة الطفل وهو الإعلامي خالد علي "مراسل الحياة بسوهاج" إذ يروي لي أن مركز ساقلته الذي جاء منه طفل ضمن المراكز الفقيرة، ويظم المئات من المهاجرين سنوياً للعمل في كورنيش سيدي بشر وميامي تحديداً طلباً للرزق الغير موجود في بلدانهم.
هذا وتكشف لنا تقارير التنمية البشرية الصادرة بالعام 2010 أن أفقر 794 قرية تقع بمحافظات أسيوط والمنيا وسوهاج وتشكل 82% من فقراء الألف قرية، كما تتحدث  دراسات اليونسيف عن أن أكثر من 20% من أطفال هذه القري توقفوا عن التعليم بسبب الفقر، وتذكر تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عمالة الاطفال في عموم الأنحاء تتجاوز 2 مليون وسبعمائة ألف طفل وفق المسح الأخير.

No comments:

Post a Comment